الفشل محفزاً لطموحاتنا..!




قال بعض المؤرخين إن توماس أديسون لم يكن أول من اخترع المصباح الكهربائي الذي أضاء العالم برمته، وقلب ليله نهاراً بل هو البريطاني جوزيف سوان المخترع الأول والحقيقي.
ولكن ما الذي مكن توماس من أن يحقق النجاح ويدخل التاريخ بدلاً منه؟
الأفكار وحدها لا تصنع النجاح ولكن المبادرة والعمل الجاد الذي يحوّل هذه الأفكار إلى واقع.
همة توماس تجلت منذ الصغر حين عاد من مدرسته وفي يده رسالة مغلقة طلب منه معلمه أن يسلمها لأمه، وصل إلى البيت وناول أمه الرسالة وقرأتها ثم نظرت إليه صامتة، سألها: »ماذا في الرسالة يا أمي؟«. قالت له: »يقولون إن ابنك عبقري، ومدرستنا صغيرة لا تليق به لذا نقترح عليك تدريسه في البيت«.
فرح كثيراً ولم يذهب للمدرسة بعدها وتولت والدته تدريسه وتشجيعه منذ ذلك الحين. وحين وصل إلى قمة مجده وجد رسالة المدرسة ودفعه الفضول لقراءتها، فوجد فيها: »ابنك غبي جداً ولا يمكن تدريسه سيمنع من دخول المدرسة اعتباراً من يوم الغد«.
بكى كثيراً، ثم كتب في دفتر مذكراته: »كنت طفلاً غبياً، وصنعت مني أمي عبقرياً«. هذا الطفل الذي قال عنه معلمه إنه غبي صنعت منه أمه العبقري الذي غيّر حياة البشرية.
يقول جبران خليل: »لا تعش نصف حياة، ولا تمت نصف موت، لا تختر نصف حل، ولا تقف في منتصف الحقيقة«.
تردد المخترع جوزيف سوان وتسويفه جعلا المخترع أديسون يسبقه ويشق طريقه نحو النجاح، فشعلة الإرادة موجودة في كل إنسان ولكن هناك من يوقظها بالهمم وهناك من يطفئها بالمماطلة والتسويف.
الإنسان الناجح يتمتع بالقدرة على الإصرار، بدلاً من الاعتماد على الموهبة لأنها لا يمكن أن تكون بديلاً فلا شيء في العالم يمكن أن يحل محل الإصرار، وليس هناك واقع أكثر شيوعاً في الفشل من أشخاص موهوبين وغير ناجحين.
إن الإصرار والعزيمة وحدهما الدافعان نحو طريق النجاح، والناجحون عادة ما يواجهون عقبات شتى وضربات محبطة، لكنهم بالمثابرة والإصرار حتماً يحققون الانتصار، والوسيلة الوحيدة للنجاح هي الاستمرار بقوة حتى نهاية الطريق، فالفشل ينبغي أن يكون محفزاً لنا وليس مقبرة لطموحاتنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة